کد مطلب:248612 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:239

تلامذة مدرسة الامام الجواد
جری أئمتنا الطاهرون علی سنة النبی الأكرم (صلی الله علیه و آله و سلم) فی بذل اقصی الجهد لتربیة و تعلیم الناس، و ینبغی الالتفات الی ان عملهم هذا لا یمكن مقارنته بعمل المؤسسات التعلیمیة، و ذلك لان للمؤسسات التعلیمیة وقتا محددا للتدریس و التعلیم، و تكون معطلة لا تقوم بأی خدمة خارج ذلك الوقت، بینما أئمتنا المعصومون علیهم السلام مقیدون بتعلیم الناس و هدایتهم فی جمیع الأوقات، و هم یعلمون من یتصل بهم بأقوالهم و افعالهم و



[ صفحه 35]



أسلوب معاشرتهم و بكل ابعاد حیاتهم الیومیة، فكل من كان یحظی بمجالستهم و فی ای وقت فانه یستطیع التمتع بأخلاقهم و علومهم، و اذا كان لدیه سؤال فهو یستطیع ان یطرحه، و یسمع الجواب علیه، و لم تكن الأسئلة محصورة بمجال معین، فأیه مشكلة یواجهونها كانوا یستطیعون السؤال عنها و سماع الجواب علیها.

و من الواضح ان مثل هذه المدرسة لم تتیسر اطلاقا فی ای مكان سوی عند الأنبیاء و الأئمة (علیه السلام)، و من الطبیعی ان تكون ثمار هذه المدرسة رائعة و مباركة، و من هنا حاول الخلفاء الأمویون و العباسیون - الذین كانوا یعلمون ان الناس لوالتفتوا الی هذه الخصائص و المیزات لا نجذبوا نحو أئمة الحق و القادة الالهیین و عندئذ یهدد الخطر حكومة هؤلاء الغاصبین - بكل ما یستطیعون ان یحولوا دون اتصال الناس بقادة الاسلام الواقعیین بصورة حرة، و نستثنی من ذلك سنوات قلیلة من عهد الامام الباقر (علیه السلام) بسبب السلوك الانسانی الذی اتبعته حكومة «عمر بن عبدالعزیز»، و فی زمان الامام الصادق (علیه السلام) ایضا بسبب ضعف الحكومة الأمویة التی كانت تنحو نحو الزوال و ضعف الحكومة العباسیة التی كانت حدیثة العهد، فقد استطاع الناس خلال هذه الفترة ان یستفیدوا من هذین الامامین الكریمین بصورة اكثر تحررا، و من هنا نلاحظ ان عدد طلاب الامام الصادق (علیه السلام) و الرواة منه یناهز عددهم اربعة آلاف رجل [1] ، بینما



[ صفحه 36]



نلاحظ فی المراحل التاریخیة الاخری ان عدد طلاب بعض الأئمة (علیه السلام) و الرواة منهم قلیل جدا، و كمثال علی ذلك فان اصحاب و طلاب الامام الجواد علیه السلام و الرواة منه قد یقارب عددهم مائة و عشرة اشخاص، [2] و یدل هذا علی مدی صعوبة الاتصال بهذا الامام الكریم فی ذلك الزمان.

و مع كل هذا فان بین هؤلاء الأفراد المعدودین توجد شخصیات لامعة نشیر الی بعضهم كنموذج فحسب:


[1] رجال الشيخ الطوسي ص 342-142.

[2] رجال الشيخ الطوسي ص 409-397.